ما هو برنامج العلاج المعرفي السلوكي.. وما دوره في علاج الإدمان
هل وجود المشاكل أو الضغوطات هي ما تدفع الأفراد إلى الإدمان أم سوء تفكيره وعدم استعداده لمواجهة هذه التحديات بسلوكيات فعالة، لذلك كان لا بد من دمج برنامج العلاج المعرفي السلوكي ضمن الخطط العلاجية المستخدمة في علاج الإدمان من قبل الأطباء والمعالجين النفسيين حيث أثبت فعاليته ضمن المدارس العلاجية المميزة في التعامل مع المدمنين وتخلصهم من المشاكل والسلوكيات التي أدت بهم إلى الإدمان مع تبني سلوكيات صحية ومغايرة تماماً.
كما استطاع هذا النوع من العلاج في التقليل من نسب الإنتكاس بين المدمنين وعدم وقوعهم في هذا الفخ ثانية فضلاً عن إعادة التوازن إلى حياتهم والعيش ضمن حياة صحية من خلال تغيير طريقة التفكير بشكل صحي وسوي بعيداً عن التشوهات المعرفية والسلوكيات الاضطرابية ضمن بيئة علاجية داعمة ومشجعة.
برنامج العلاج المعرفي السلوكي
يعرف العلاج المعرفي السلوكي أو ما يُعرف في الأوساط العامية بالعلاج بالكلام ولكنه لا يقتصر على التكلم مع المريض فقط بل معرفة أنماط التفكير المشوهة والتي أدت إلى القيام بسلوكيات غير صحية، ويتم التعامل مع هذه الطرق واستبدالها بأفكار أكثر واقعية وصحيحة أكثر مع العمل على تعديل السلوك لسلوك فعال بما يناسب حياة المريض وبما يأتي عليه بمشاعر إيجابية تجعله يواجه مشاكله وضغوطاته دون الهروب منها.
كما يهدف إلى تغيير نظرة الإنسان إلى نفسه وممن حوله مع الشعور بالثقة في النفس وتبني ذات جديدة صحية قادرة على التعامل في حياتها بشكل سليم، وأثبت فعاليته في علاج الكثير من الاضطرابات والأمراض النفسية ومن بينهم الإدمان، وتم وضعه ضمن برامج التأهيل من أجل تغيير طريقة التفكير في الماضي والأحداث السلبية التي أدت إلى وقوع المدمن في فخ الإدمان، وكذلك تبني سلوكيات جديدة لتقليل ومنع الإنتكاس.
أنواع برنامج العلاج المعرفي السلوكي
يتم الحصول على التقنيات الخاصة بالعلاج المعرفي السلوكي داخل عدد من الجلسات يقوم بتحديدها الطبيب أو المعالج النفسي وعادة ما يتراوح عدد هذه الجلسات من 10 إلى 20 جلسة كما تستغرق كل جلسة من ثلاثين دقيقة إلى ساعة وذلك بمعدل جلسة كل أسبوع أو أسبوعين بحد أقصى، حيث يقوم فيها الطبيب أولاً بتقييم الحالة الطبية للمريض وتحديد أهم أنماط التفكير الخاطئة ووضع الإرشادات التي سيقوم المريض بالالتزام بها من أجل نجاح خطة العلاج.
كما تنقسم جلسات برنامج العلاج المعرفي السلوكي إلى نوعين منها الجلسات الفردية وجلسات العلاج الجماعية من خلال مجموعات الدعم بين مجموعة من المرضى لديهم نفس الاضطراب من أجل الحصول على التشجيع والخبرة العلاجية، حيث يقوم الطبيب بتحديد أي منهما مناسب لحالة المريض الصحية مع تحديد السلوكيات والاضطرابات التي على أساسها يتم تحديد نوع الجلسات، ومن الممكن أن يتم الجمع بين نوعي العلاج للوصول إلى التعافي بشكل فعال وإليك أهم أنواع البرامج الذي يتضمنها العلاج المعرفي السلوكي.
العلاج الجدلي السلوكي
يعد العلاج الجدلي السلوكي أحد أنواع برنامج العلاج المعرفي السلوكي ويعتبر من أنواع العلاجات النفسية الحديثة حيث يهدف هذا النوع من العلاج على تدريب المريض على استخدام ما يُعرف باليقظة العقلية واستخدامها في كافة جوانب حياته من خلال إدراك ما يحدث بداخله من أفكار ومشاعر، ثم القدرة على إدارة مشاعره وانفعالاته بما يناسب الموقف وكيف يمكن ضبطها والتحكم فيها وكذلك إدارة العلاقات في حياته بشكل فعال.
العلاج السلوكي العقلاني
ويقوم هذا العلاج على معرفة المعتقدات الخاطئة التي يفكر فيها المريض و التي أدت إلى التصرف بشكل غير فعال مع ظهور سلوكيات وردود أفعال معطلة، والعمل على تصحيح هذه المعتقدات مع توجيه العقل للتفكير بطريقة أكثر عقلانية وواقعية.
العلاج متعدد الوسائط
يتم اعتماد هذا النوع من العلاج ضمن برنامج العلاج المعرفي السلوكي وذلك بالتركيز على علاج المشكلات النفسية عبر استخدام عدد من الطرق المختلفة والتي تخص علاج كل من الإحساس والإدراك والتأثير والتصور والسلوك وكذلك الصفات البيولوجية لدى المريض.
أهم الاضطرابات التي يدخل فيها برنامج العلاج المعرفي السلوكي
يدخل العلاج المعرفي السلوكي في علاج العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية، فضلاً عن استخدامه من أجل تعديل الأفكار والمعتقدات الخاطئة وكذلك تعديل السلوكيات المعطلة، إلا أنه يمكن استخدامه بجانب العلاج النفسي الدوائي والعديد من العلاجات الأخرى لعلاج الاضطرابات النفسية والعقلية على حد السواء، وذلك ليحصل المريض على أقصى استفادة من رحلة العلاج النفسي ومن أجل التعافي والشفاء وتقليل المعاناة النفسية وإليك أهم الاضطرابات التي يعالجها برنامج العلاج المعرفي السلوكي:
- الإدمان وتعاطي المواد المخدرة والكحوليات.
- اضطراب القلق العام ونوبات الهلع والتوتر.
- الإكتئاب المتوسط إلى الإكتئاب الحاد.
- الوسواس القهري.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطراب الرهاب الإجتماعي.
- اضطراب ثنائي القطب.
- الفصام والاضطرابات الذهانية.
- اضطرابات وأمراض النوم.
أهمية برنامج العلاج المعرفي السلوكي في علاج الإدمان
يعد العلاج المعرفي السلوكي من أهم العلاجات المستخدمة من أجل مساعدة المدمنين في التخلص من الإدمان، وذلك من خلال التركيز على علاج السلبيات التي يواجهها والتي أدت إلى وقوعه في براثن الإدمان ، وكذلك تدريبه على اكتساب طرق تفكير سليمة من أجل إمكانية العيش ضمن ضغوطات الحياة والقدرة على التكيف معها دون اللجوء إلى دوامة الإدمان والمخدرات التي تذهب العقل ولكنها تدمر حياة الإنسان مع اللجوء إلى سلوكيات صحية بديلة وذلك من خلال التغييرات التي تحدث في كافة جوانب حياته الأسرية والاجتماعية والمهنية كذلك، والابتعاد عن الاعتماد النفسي على المواد المخدرة، وإليك أهم الخطوات التي يقوم عليها برنامج العلاج المعرفي السلوكي في علاج الإدمان.
العمل على تحديد مشكلات المريض
يعد أول خطوات العلاج المعرفي العمل على تحديد المشكلات التي يعاني منها المريض والصعوبات وكذلك المخدرات التي أوقعته في التعاطي والاعتماد على المواد المخدرة نفسياً وجسدياً، ومعرفة أهم الأفكار والمشاعر التي أدت إلى ذلك مع تحديد طريقة التفكير وردود الأفعال التي يقوم بها المدمن وفقاً لهذه المشاكل والأسباب والضغوطات التي يتعرض لها.
العمل على تغيير طرق التفكير الخاطئة
تعد هذه الخطوة الثانية من برنامج العلاج المعرفي السلوكي لعلاج الإدمان، فبعد أن يقوم الطبيب بتحديد طرق التفكير الخاطئة والمشاعر الصادرة عنها، يعمل الطبيب على استبدال الأفكار الخاطئة بأخرى سليمة وواقعية سواء كانت عن الشخص أو عن الحياة مما يترتب عليها مشاعر أكثر إيجابية وسلوكيات صحية وفعالة وغير معطلة من أجل مواجهة الضغوطات السلبية والعمل على حلها بشجاعة بدلاً من اللجوء إلى المواد المخدرة، ومن السلوكيات التي تساعد في ذلك ما يلي:
- القيام بتمارين الاسترخاء.
- القيام بتخيل المواقف التمثيلية.
- تمارين التنفس العميق.
- تدعيم الذات الإيجابية الفعالة.
خلق أنشطة وتدريبات إيجابية
عادةً ما يكون الفراغ من أكبر الأسباب للوقوع في الإدمان، وعادةً حينما يجتاز المريض فترة العلاج ومع وجود أوقات فارغة كثيرة من الممكن أن تقع به في الانتكاس مرة ثانية، فيبدأ المدمن المتعافي بالبحث عن مصادر اللذة والاستمتاع لملأ هذا الفراغ، لذلك يهدف برنامج العلاج المعرفي السلوكي إلى مساعدة المريض في خلق أنشطة إيجابية وهوايات جديدة تساعده على التخلص من شعور الفراغ والشعور بمشاعر إيجابية للسعادة والاستمتاع بطريقة صحية.
تقييم الجلسة العلاجية باستمرار
بعد الخضوع للجلسات العلاجية يقوم الطبيب أو المعالج النفسي بالعمل على مراجعة التمارين المنزلية التي يقوم بتحديدها في كل جلسة علاجية ومراجعة ما يقوم به المريض ويعمل على تطبيق، مع معرفة مدى التحسن الذي يصل إليه المريض ومدى نجاح رحلة العلاج وإستجابة المريض لفنيات برنامج العلاج المعرفي السلوكي واعتماده على تغيير طريقة التفكير ومعرفة أهم ردود أفعاله عبر التصرف في مشاكله بعد خوض رحلة العلاج وتبني سلوكيات التعافي الجديدة.
وخلاصة حديثنا عن برنامج العلاج المعرفي السلوكي
يجب على كل مدمن السعي إلى العلاج والهروب من مصيدة الإدمان إلى الأبد وليس فقط بالاكتفاء بسحب المواد المخدرة من الجسم والتخلص من تأثيرها واعتمادها النفسي والجسماني، بل لا بد من البحث عن أفضل العلاجات النفسية الفعالة في معالجة الضغوطات والصدمات التي يواجهها المدمن سواء على مدار حياته السابقة أو الحالية وكذلك تعلم سلوكيات جديدة لحياته القادمة.
ويتم ذلك من خلال خوض التعافي عبر برنامج العلاج المعرفي السلوكي والذي أثبث نجاحه في التعامل مع الإدمان والاضطرابات الإدمانية السلوكية كذلك ولا بد من الذهاب إلى الطبيب النفسي أو المعالج النفسي ليتمكنوا من تطبيقات فنيات وخطوات العلاج بشكل سليم والوصول بالمدمن إلى بر الأمان.
مستشفى الحرية لعلاج الإدمان والطب النفسي mental بالفيوم من أهم وأشهر المؤسسات الطبية لعلاج الإدمان في مصر، المستشفى مرخصة من وزارة الصحة وهيئة العلاج الحر، وتعمل على بروتوكولات علاجية متطورة وحديثة تحت إشراف طبي قوي ومميز لتطبيق استراتيجية التشخيص المزدوج، والخدمات الطبية متاحة على مدار الـ24 ساعة برعاية طاقم تمريض مدرب على التعامل مع مختلف الحالات الطبية من مرضى الإدمان والمرض النفسي، تتواجد أفرع المستشفى في محافظة الفيوم فقط حيث تختلف عن مراكز الحرية التابعة للدكتور إيهاب الخراط لعلاج الإدمان في محافظ مصر مثل القاهرة والإسكندرية.
مصادر الموضوع
