أسرار لا تعرفها عن حبوب الفيل الأزرق

جميعنا شاهد كريم عبد العزيز في فيلم الفيل الأزرق أو قرأ رواية الكاتب أحمد مراد بنفس الإسم التي تدور حول عالم الجن، ولكن كانت حبوب الفيل الأزرق هي البطل الحقيقي للرواية التي سببت الهلاوس السمعية والبصرية، وكانت سر رحلة البطل، فهل سألت نفسك ما هي هذه الحبوب، ولماذا سُميت بهذا الاسم؟

لماذا سميت الفيل الازرق؟

هي حبوب هلوسة مُخلقة تحتوي على مادة ثنائي ميثيل تريبتامين الذي ينتمي لعائلة التريبتامين الموجودة طبيعياً في النباتات المختلفة مثل نبات بسيكوتريا فيريديس (Psychotria viridis).

ويُسمى بجزيء الروح أو الفيل الأزرق بسبب آثاره النفسية الشديدة، إذ يسبب هلاوس سمعية وبصرية شديدة، وله أسماء أخرى متعارف عليها بين المدمنين:

ديمتري (dimitri).
فانتازيا.
عقار الشيطان.
رحلة رجل الأعمال (businessman’s trip).
45 دقيقة ذهان (forty-five-minute psychosis).

مكونات حبوب الفيل الأزرق

لا تحتوي حبوب الفيل الأزرق على مكونات أخرى ما عدا ثنائي ميثيل تريبتامين الذي يشبه التركيب الكيميائي للسوماتريبتان الذي يُستخدم لعلاج الصداع النصفي.

ويُعد دواءً ناهضاً لجميع مستقبلات السيروتونين أو بعضها خاصةً مستقبل سيروتونين 5-HT2a المسؤول عن أغلب خلايا الدماغ.

تؤكد بعض الأبحاث العلمية إفراز الدماغ لمادة ثنائي ميثيل تريبتامين من الغدة الصنوبرية (pineal gland).

شكل حبوب الفيل الأزرق

تُوجد في صورة حبوب زرقاء تحمل صورة فيل، كما توجد في صورة بودرة بيضاء كريستالية تُشتق من نباتات موجودة في المكسيك، وأمريكا الجنوبية، وجزء من آسيا.

وإذا كانت غير نقية أو تحتوي على مواد أخرى فقد تجدها في صورة صلبة تميل للون الأصفر أو البرتقالي أو الوردي.

وقد تجدها في صورة بودرة وردية مائلة للون الأصفر، وعند خلطها مع مشروب من النباتات العشبية مثل الآياهوسكا تعطي سائلاً بني محمر.

طرق تعاطي حبوب الفيل الأزرق

ويتعاطى المدمنون حبوب الفيل الأزرق بعدة طرق:

شمه أو حقنه في حالات نادرة.
استنشاق الأبخرة أو تدخينها.
تناوله في صورة أقراص فموية.

وتحتوي الجرعة التي يتعاطاها المدمن عن طريق التدخين على 40-100 مجم، إذ يبدأ مفعوله على الفور ليصل إلى أقصى تركيز له في خلال 2-5 دقائق، ويقل مرةً أخرى في خلال 30-60 دقيقة.

ماذا يحدث عند تناول حبوب الفيل الازرق

تنحصر أعراض حبوب الفيل الأزرق على الأعراض النفسية وحدوث الهلاوس السمعية والبصرية، والنشوة، وفقدان القدرة الإدراكية للزمان والمكان، ومن أهم أعراضه الجانبية:

زيادة معدل ضربات القلب.
ارتفاع ضغط الدم.
الشعور بضيق وألم في الصدر.
العدوانية وزيادة الانفعالات.
اتساع حدقة العين.
دوار.
حركة سريعة للعين (rapid rhythmic movements of the eye).
طفح جلدي.
صداع.
ارتفاع درجة حرارة المستقيم.
السكتة القلبية.
اختناق.
فقدان الوعي والشهية.
الأرق.
تذبذب درجة حرارة الجسم.
فقدان القدرة على التحكم في حركة العضلات.
وقد يسبب القيء والغثيان والاسهال عند تناوله عن طريق الفم.

وقد تسبب بعض الأعراض الجانبية الأخرى لمن يعانون من وجود أمراض نفسية مثل الفصام بجانب الاعتماد النفسي على المخدر.

أضرار حبوب الفيل الأزرق النفسية

تعتمد شدة الأعراض الجانبية النفسية لحبوب الفيل الأزرق على عدة عوامل مثل:

الوزن، والحجم، والحالة الصحية للمريض.
الجرعة.
تعوُّد المريض على استخدامها.
هل يستخدم المريض أنواع أخرى من المخدرات في نفس الوقت.
قوة المخدر.
البيئة المحيطة التي يحصل فيها المريض على المخدر.

وقد تستمر الأعراض النفسية لعدة أيام أو أسابيع بعد تناول حبوب الفيل الأزرق التي تشبه السيروتونين في تركيبها الكيميائي، مما قد يسبب متلازمة السيروتونين.

تحدث متلازمة السيروتونين عندما يتراكم كمية مهولة من السيروتونين في الجسم بسبب استخدام أكثر من نوع من المخدرات، إذ يسبب:

التشتت الذهني.
الانفعالات.
تقلبات مزاجية.
القلق.
أعراض ذهانية.
اضطرابات انشقاقية (dissociation).
هلاوس سمعية وبصرية شديدة.
جنون الشك والارتياب.

وتزداد مخاطر حبوب الفيل الأزرق عند زيادة الجرعة، مما قد يسبب بعض الأعراض التنفسية الخطيرة، والتشنجات، والغيبوبة.

طرق العلاج من إدمان حبوب الفيل الأزرق

عند طلب المساعدة للعلاج، لا بد من المرور بعدة خطوات بالترتيب دون تجاهل خطوة منها، وهذه الخطوات هي:

التشخيص

يعتمد على تقييم حالة المريض الصحية والتشخيص لتحديد نوع المخدر المستخدم، وما إذا كان المريض يعاني من أمراض نفسية بجانب الإدمان أو أمراض مزمنة مثل الضغط ومرض السكري، والاتفاق على الخطة العلاجية المناسبة للمريض.

سحب السموم من الجسم

يبدأ الطبيب المعالج بطرد السموم من الجسم لمواجهة الوجه القبيح من تأثير المخدرات، ويصرح الجسم عن تأثير غياب المادة المخدرة في ظهور بعض الأعراض الانسحابية المزعجة.

أعراض حبوب الفيل الأزرق الانسحابية

مثل جميع أنواع المخدرات تسبب حبوب الفيل الأزرق بعض الأعراض الانسحابية مثل:

التقلبات المزاجية.
الاكتئاب، والقلق.
الشعور بالتعب والإرهاق.
غياب الشغف.
الانفعالات العصبية.
الرغبة الشديدة في الحصول على الحبوب.

وعلى الرغم عدم وجود علاج دوائي موافق عليه من هيئة الدواء والغذاء لعلاج إدمان حبوب الفيل الأزرق أو اي مواد مهلوسة أخرى.

فقد يلجأ الطبيب إلى وصف البنزوديازيبين لتخفيف التشنجات أو العصبية والانفعالات، لذلك لا بد من بقاء المريض في بيئة بعيدة عن المحفزات الحسية.

العلاج التأهيلي

بعد التخلص من السموم في الجسم، يبدأ العلاج السلوكي لتأهيل المريض للحياة بعد التعافي عن طريق اتباع بعض التقنيات النفسية الفعالة في العلاج، وهي:

العلاج السلوكي المعرفي

يساعد المريض على تحديد الأفكار والأنماط السلوكية السلبية، واستبدالها بأفكار جديدة إيجابية، واكتساب مهارات جديدة تساعد المريض على مواجهة مشاعره.

العلاج السلوكي الجدلي

هو أحد أنواع العلاج السلوكي المعرفي للتعامل مع المشاعر السلبية بأمان دون اللجوء للمخدرات، وتحسين الثقة بالنفس، واكتساب مهارات جديدة للتأقلم مع الضغط والتوتر النفسي.

بالإضافة إلى تغيير الأنماط السلوكية وتشجيع المرضى على التخلص من محفزات الإدمان.

الارتجاع البيولوجي (Biofeedback therapy)

يساعد المريض على فهم العمليات اللاإرادية، إذ يضع الطبيب المعالج العديد من المستشعرات الحيوية على جسم المريض لمراقبة العلامات الحيوية مثل معدل ضربات القلب، والتنفس، ونشاط الدماغ.

وبعد مراجعة النتائج، يقترح الطبيب بعض التقنيات النفسية لمساعدة المريض على تطوير مهارات التأقلم للتحكم في العمليات اللاارادية.

العلاج النفسي عن طريق التجربة الذاتية (Experiential Therapy)

يعتمد على وسائل غير تقليدية لمساعدة المريض للتغلب على المشاعر أو الأحداث الصادمة عن طريق التعبير عن أنفسهم.

وذلك يساعد المريض على المرور بالمشاعر أو تلك الأحداث الصادمة برؤية جديدة أو عن طريق سلوكيات تمد المريض بقوة داخلية للتغلب على هذه المشاعر، وتشمل هذه الوسائل تسلق الجبال أو العلاج بركوب الخيل (equine therapy).

العلاج الهوليستيكي (Holistic Therapy)

يركز العلاج على صحة المريض من جميع الجهات شاملاً الصحة الجسدية، والنفسية، والروحية، ويشمل تمارين اليوجا، والتأمل، والوخز بالإبر، والعلاج بالفن.

العلاج التعزيزي التحفيزي

يساعد المرضى على تفهّم الدوافع وراء سلوكياتهم ومحاولة تغييرها والتخلص منها، إذ تغيير الشخصية وتفكيرها قد يكون خادعاً، ويحتاج التحفيز إلى الدعم النفسي الدائم.

حبوب الفيل الأزرق في مصر

تُعد مصر أحد الدول التي تواجه شرور وأضرار المواد المخدرة المُخلقة، وذلك بسبب ضعف الضوابط الأمنية على حدود البلاد في الفترة قبل 6 يونيو 2013م، مما سمح بتهريب المخدرات وبيعها.

ولعل أشهر الجرائم التي حدثت هي قتل صيدلانية لطفلتها التي كانت تبلغ من العمر 6 سنوات عن طريق وضع الحبوب في العصير رغبةً في التخلص من الخلافات العائلية مع طليقها بخصوص الطفلة.

تجارب حقيقية لأشخاص تناولوا الفيل الأزرق

تحدث العديد من مجربين حبوب الفيل الأزرق عن زيارتهم لعوالم أخرى أو التحدث مع مخلوقات فضائية، وتغيرات كبيرة في الهوية والواقع الذي يعيشونه، وقد وصفها البعض أنها تجربة تشبه الموت.

وقد تكون تجربة حبوب الفيل الأزرق مرعبة وصادمة إلى حد كبير، فتجد صعوبة في التفرقة بين الواقع والهلوسة التي تسببها الحبوب.

أهم الأسئلة الشائعة

نعرض لك في هذا المقال أهم الأسئلة الشائعة التي تخص حبوب الفيل الأزرق:

اين تباع حبوب الفيل الأزرق؟

لا تباع في الصيدليات بسبب طبيعة كونها مادة غير مصرح بيعها أو تداولها، ولا يصفها الأطباء للمرضى، ولكن تتوفر لدى تجار المخدرات أو تشتريها من موزعين المخدرات في الشوارع الضيقة والأزقة المظلمة.

كم سعر حباية الفيل الازرق؟

يتراوح سعر حبوب الفيل الأزرق عالمياً بين 40-100 دولار حسب توافرها بسبب منع تداولها وتحريمها دولياً.

ختاماً، تُعد حبوب الفيل الأزرق حبوباً مهلوسة قوية للغاية، وقد تغير حياة الإنسان تغييراً كبيراً ووعيه الإدراكي بما يدور حوله، واعتقاداته ورؤيته للحياة، بل وقد تغير وعيه الحسي أيضاً، ووصف البعض أن تجربتها صادمة ومخيفة، وحتى الآن بسبب طبيعة الحصول على الحبوب غير القانونية، لا يوجد معلومات كافية عنها، فلا تستجيب لفضولك لتجربة هذه الحبوب خوفاً على حياتك الجسدية والنفسية.