الخمر والجنس
ينطوى الاستخدام المفرط للخمر على العديد من الأضرار والمشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية ومنها زيادة المشاكل الزوجية وانهيار الأسرة والتي تعد لبنة بناء المجتمع، ومن بين هذه المشاكل نجد علاقة الخمر والجنس التي تنطوي على العديد من التفاصيل التي يمكن الترويج لها بشكل خاطىء، وفيما يلي نوضح لكم حقيقة العلاقة بين الخمر والجنس لهدم كل الأوهام والشائعات التي تدور حول هذا الموضوع.
تسمم الكحول
في طيات الحديث عن الخمر والجنس نتطرق إلى موضوع هام جدًا وهو التسمم الكحولي والذي ينتج عن استخدام كميات كبيرة من الخمر في وقت قصير، ومن المهم التعرف على أعراض التسمم بالخمور للتعامل مع الأمر بشكل جدي لتفادي الأضرار الجسيمة التي يمكن أن يسببها، ومن أبرز أعراض التسمم الكحولي ما يلي:
- القيء والغثيان.
- الإغماء.
- اضطرابات في الوعي وضعف الوظائف الإدراكية.
- ضعف عضلة القلب وانخفاض معدل ضربات القلب.
- ضيق الجهاز التنفسي وصعوبة الانعاش الرئوي.
- التعرض لنوبات الهلع والارتباك.
- الموت المفاجئ وخاصة في حالة إهمال العلاج.
وهم فوائد الخمر للجنس
لا تقتصر مشاكل إدمان الخمر على الصحة الجسدية فقط وإنما تمتد لتؤثر بالسلب على الصحة الجنسية على عكس ما يروج إليه من وهو فوائد الخمر للجنس، حيث يعتقد بعض الناس أن الخمر يزيد من الشعور بالاسترخاء والهدوء ويزيد من متعة العلاقة الجنسية، كما أن بعض النساء تجربها بهدف الوصول إلى النشوة أو الرضاء عن العلاقة.
الحقيقة أن تناول الخمور يسبب فقدان الشخص إلى التركيز والشعور بالوقت حيث يصبح كل تركيزه على الحاضر حيث يبطئ عمل خلايا الدماغ مؤقتًا مما يقلل عنه الضغط ولكن مع حدوث إجهاد وكسل مما يسبب مشكلة في السرعة ووقت الممارسة، وبعض حالات استخدام الكحول قد تتسبب في العجز الجنسي ولكن هذا التأثير يعتمد على الكمية ومدة الاستخدام.
حقيقة العلاقة بين الخمر والجنس
يضمن الإسراف في تناول الخمر العديد من المشاكل على الجنس، والجدير بالذكر أنه حتى الاستخدام المؤقت يمكن أن يسبب مشاكل ولكنها أقل خطورة ويمكن أن يعود الشخص طبيعي في حالة الإقلاع عن الخمر، وفيما يلي نوضح لكم أضرار الخمر وعلاقة الخمر والجنس وما يسببه من مشاكل:
- ضعف الحافز الجنسي لدى الزوجين بسبب تداخل الإشارات العصبية ما بين المخ والأعضاء التناسلية.
- فصل العقل عن الواقع وبالتالي فقدان القدرة على التعبير أو فهم الشريك واحتياجاته العاطفية والجنسية مما يبعد العلاقة عن طبيعتها وغريزتها.
- الضعف الجنسي لدى الرجال بصفة عامة بسبب نقص إفراز هرمون التستوستيرون.
- زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً ويرجع ذلك ضعف الإدراك العقلي الذي يخلفه تناول الخمر وبالتالي إهمال سبل الوقاية، حيث تشير الإحصائيات أن فرصة الإصابة بالأمراض الجنسية لدى متعاطين الخمور تزداد 7 أضعاف عن الأشخاص الطبيعيين.
- ضمور الأعضاء التناسلية عند الرجال وحدوث اضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء.
- انخفاض الخصوبة لدى الرجال والنساء.
هل الخمر يسبب ضعف الانتصاب
على عكس الشائع بين الناس وما يروجه تجار الخمور أن الخمر يساعد في تحسن الجنس، إلا أن الواقع ينفي هذا تمامًا حيث يؤثر الخمر على الإشارات العصبية المنقولة بين الدماغ و المخ والمسؤولة على زيادة تدفق الدم، ومع الإسراف في تناول الكحول يظهر هذا التأثير على شكل ضعف الانتصاب مما يزيد من المدة اللازمة للوصول إلى النشوة.
أضرار الخمور خطيرة ويمكن أن تصبح دائمة في حال استمرار التعاطي، وتؤكد الدراسات أن حوالي 60% إلى 70% من متناولي الكحول من الرجال يصابون بسرعة القذف وضعف الانتصاب و تثبيط الرغبة الجنسية.
تأثير الخمر على الخصوبة
إدمان الخمور له العديد من المشاكل الصحية على عكس ما يرج له من فوائد الخمر والجنس ومن أبرز ما يمكن أن يمر به المرء هو مشاكل الخصوبة لدى الرجال والنساء والتي تحدث كالتالي:
- تقليل معدل التبويض تدريجًا مع تعاطي الكحول مما يسبب مشاكل الخصوبة والعقم.
- قلة مستويات هرمون التستوستيرون بالإضافة إلى نقص إمداد الاكسجين مما يؤثر سلبًا على انتاج الحيوانات المنوية كمًا ونوعًا وبالتالي ضعف الخصوبة والإصابة بالعقم.
موضوعات ذات صلة
أضرار الكحول على الجسم و5 من أضراره على الحوامل
تأثير الخمر على الأجنة والأطفال
لا يتوقف تأثير شرب الخمر على الوالدين فقط بل يمتد ليشمل الأجنة والأطفال ويؤثر بشكل واضح في تكوينهم وسلوكهم، لذا يجب تجنب تناول الكحول خلال فترة الحمل لتجنب حدوث اضطراب طيف الكحول في الأجنة (Fetal Alcohol Spectrum Disorder) ويحدث ذلك عند تناول الأم الحامل للكحول ويصل للجنين عن طريق الدم إلى المشيمة فالطفل ويؤثر بشكل كبير في تكوين أعضاء أساسية بمقدورها إفساد وظائف حيوية، ومن أبرز أضرار الكحول على الأطفال والأجنة ما يلي:
- تأخر وتلف الخلايا خلال تكوينها ويظهر ذلك جليًا في خلايا الدماغ والحبل الشوكي والنخاع.
- قصور الوظائف الإدراكية والمعرفية.
- تشوه الأجنة.
- زيادة خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- سوء التغذية.
- مشاكل النمو فيكونوا هؤلاء الأطفال أقل طولًا ووزنًا من أقرانهم.
- صغر حجم الرأس والعين مع وجه ذو مظهر مسطح وتبدو هذه الأعراض أكثر وضوحًا في عمر السنتين.
- زيادة احتمالية إدمان الأطفال للكحول كما يكونوا عرضة أكثر لخطر المخدرات خلال المراهقة.
- مشاكل في ضبط السلوك مع اضطرابات اجتماعية.
- تربية أطفال غير قادرين على التعامل والانخراط في المجتمع مما يؤخر قدرتهم على بناء وتحديد شخصيتهم.
يحتاج هؤلاء الأطفال إلى قدر أعلى من الاهتمام والرعاية النفسية والصحية ويعتبر العلاج النفسي السلوكي من أفضل العلاجات في هذه الحالات، ولكن لا يوجد أي عقار من شأنه أن يحسن من حالة هؤلاء الأطفال وحده لذا من الضروري تجنب تعاطي الكحول حفاظًا على صحتك وصحة أولادك.
تأثير إدمان الخمر على النساء
يختلف تأثير الكحول على كلا الجنسين، فيصبح للخمر تأثيرات مختلفة على النساء ومغايرة لما يحدثه على الرجال تبعًا للكمية المستهلكة كالتالي:
- جفاف المهبل وبالتالي زيادة الشعور بالألم أثناء العلاقة الجنسية وهذا عكس ما هو من منتشر من أوهام أن الخمر يحسن من انسيابية العلاقة.
- ضعف التبويض مما يقلل من فرص الإنجاب ويعد خطرًا مبشرًا بالعقم ويعتبر هذا من أخطر مشاكل الخمر والجنس.
- اضطرابات الدورة الشهرية.
- ضعف الحافز الجنسي.
- تأخر الوصول إلى النشوة الجنسية.
- زيادة احتمالية الوقوع في ممارسات غير طبيعية تحت تأثير الكحول.
- التأثير السلبي على الأطفال وعدم القدرة على تنشئة أطفال واعيين.
ربط الخمر والجنس والفحولة ما هو إلا محض خرافات وجهل، وذلك لأن كل تأثيرات الخمر على الصحة والجنس هي سلبية حتى وإن بدت إيجابية في بداية الأمر، لذا من الضروري نشر الوعي بمخاطر الخمر على الفرد والمجتمع وضرورة الإسراع في علاجه عن طريق مستشفى متخصص لحالات الإدمان مثل مستشفى الحرية للطب النفسي وعلاج الإدمان.
