اضطراب ما بعد الصدمة وعلاقته بانتحار الشباب والمراهقين

اضطراب ما بعد الصدمة وظاهرة انتحار الشباب والنساء ممن يتعرضون إلى الصدمة العاطفية، هناك جهل وعدم وعي بالاضطرابات النفسية الشائعة بين البشر، ومن ضمنها اضطراب ما بعد الصدمة الذي يترافق مع التعرض إلى الإجهاد النفسي الشديد، أو أحد المشكلات أو الصدمات النفسية مثل وفاة أحد الأشخاص المقربين أو الانفصال عن الحبيب أو التحرش الجنسي وغيرها، ومقال اليوم سيسلط الضوء على سبب وأعراض هذا الاضطراب وطرق العلاج المتاحة التي يقدمها الفريق الطبي بمستشفى الحرية للطب النفسي.

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة أو ما يعرف بكرب ما بعد الصدمة (Post-traumatic Stress Disorder or PTSD) من الاضطرابات النفسية المتعارف بها، هو ما يحدث بعد مشكلة أو حادث صادم يتعرض لها الإنسان، وعلاوة على ذلك، هناك الكثير من الأمور الحياتية التي يكون من شأنها التسبب في اضطراب ما بعد الصدمة.

من يتعرض إلى حادث صادم مع مرور الوقت يعانون من القلق والتوتر والخوف وتوارد الذكريات المؤلمة والحزينة وغيرها، وتلك الأعراض طبيعية جدًا بعد التعرض إلى أي حادث صادم، ومن الطبيعي أن تتلاشى تدريجيًا إلا أن البعض منها يتطور ليتحول إلى اضطراب وكرب ما بعد الصدمة، حيث لا تتلاشى المشاعر والأفكار السلبية وتستمر لعدة أشهر وسنوات لتصبح أسوأ من السابق.

مريض اضطراب ما بعد الصدمة يعاني من المواجهة المستمرة مع الذكريات المؤلمة والحزينة، وتكرار المشاهد والكوابيس حول الحدث الصادم، وعلى الرغم من محاولاته المستمرة لتجنب المواقف التي تعيد له ذكريات الماضي إلا أنه يشعر بالألم الذي يؤثر على حياته اليومية.

الجدير بالذكر أن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن النساء هن الأكثر إصابة باضطراب ما بعد الصدمة مقارنة بالرجال، وغالبًا ما يكو مترافق مع اضطرابات نفسية أخرى مثل القلق والاكتئاب وغيرها.

تعرف على علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة

سعى علمائنا كثيرًا للتوصل إلى الأسباب وراء اكرب ما بعد الصدمة، وتوصلت النتائج إلى أنه يترافق مع تعرض المريض إلى حادث صادم ومروع أو مشاهدة أحداث مرعبة ومؤلمة من شأنها أن تكون سبب في إصابته بالاضطراب، بالإضافة إلى التعرض إلى أحد الكوارث الخطيرة مثل:

  • الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات وحرائق الغابات.
  • الاعتداء الجنسي أو الجسدي أو التهديد بذلك.
  • الحروب.
  • مشاهدة أحداث القتل أو التعذيب.

أيضًا هناك ما يشير إلى أن كرب ما بعد الصدمة يحدث بسبب الطلاق أو فقدان الوظيفة أو الانفصال عن الحبيب، كما تزداد احتمالية الإصابة بالاضطراب لدى بعض الأشخاص مقارنة بأشخاص آخرين، وبالتالي هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بالاضطراب النفسي بجانب التعرض إلى صدمة نفسية، ومن ضمنها ما يلي:

  • تكرار التعرض للصدمات النفسية مثل الحروب.
  • عدم حصول الشخص على دعم كافي بعد التعرض إلى صدمة عاطفية أو نفسية.
  • استمرار التعرض لصدمة نفسية أثناء مرحلة الطفولة.
  • التعرض إلى صدمة شديدة ومروعة.
  • تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب.
  • مواجهة الكثير من الضغوط الحياتية بعد الصدمة النفسية مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

هل تعلم أن اضطراب ما بعد الصدمة من الاضطرابات التي تتسبب في أعراض، ومشاكل جانبية متعددة لذا مهم جدًا أن التعرف على هذه الصدمة لتحديد طريقة العلاج المناسبة لكل مريض، وبناء على الدراسات والتقارير النفسية هناك مجموعة شائعة من الأعراض الجانبية لاضطراب ما بعد الصدمة كالتالي:

1_ توارد الذكريات المؤلمة

يعاني مصابي اضطراب وكرب ما بعد الصدمة من استمرار عودة الأحداث الصدمة مرارًا وتكرارًا في صورة توارد الذكريات، أو كوابيس أو هلاوس أو أوهام أو ضلالات تشعرهم بالضيق والانزعاج طوال الوقت.

2_ تجنب كل ما يذكر بالحدث

مريض كرب ما بعد الصدمة يظهر حالة من التجنب والابتعاد عن جميع الأمور التي تذكره بالحادث، مثل الأغراض أو الأشخاص أو الأماكن أو المواقف أو الصور وغيرها، وهذه الحالة تكون سبب في انفصاله عن الواقع.

3_ الإثارة والانفعال

مريض اضطراب ما بعد الصدمة يعاني بطريقة مؤلمة من نوبات الغضب والانفعال، وسرعة التهيج والعدوانية واضطرابات النوم المتكررة، وعلاوة على ذلك، سهولة الإصابة بنوبات الذعر والفزع وعدم القدرة على التركيز والانتباه والتفكير الجيد وتقلبات المزاج، بالإضافة إلى المعاناة من أعراض جسدية مثل سرعة ضربات القلب والتنفس والغثيان والقيء والإسهال.

والجدير بالذكر هنا أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة تختلف من شخص إلى آخر، والسبب هو اختلاف الصدمة العاطفية وتأثيرها من حيث أن البعض قد يعاني من ارتفاع مستويات القلق والتوتر، كما أن اضطراب وكرب ما بعد الصدمة لدى الأطفال يتمثل في أعراض تأخر اكتساب المهارات مثل التدريب أو النطق أو المهارات الحركية.

علاج كرب ما بعد الصدمة

هل يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة

عندما نتحدث عن اضطراب ما بعد الصدمة هناك من يطرح سؤال هل يمكن علاج هذا الاضطراب، نعم هناك علاجات مختلفة تستخدم لمعالجة هذا الاضطراب، ومستشفى الحرية تجري اختبار التشخيص أولًا لتحديد سبب الاضطراب، واختيار البرنامج العلاجي المناسب لكل حالة.

كما ينصح الأطباء بسرعة التواصل مع المتخصص إذا شعرت أنك ستصاب بهذا الاضطراب بعد التعرض إلى صدمة نفسية، وداخل المستشفى هناك طاقم طبي متميز يساعدك على التعافي من الاضطراب، واختيار أفضل خيارات العلاج مثل العلاجات السلوكية التي تتضمن التالي:

1_ علاج المواجهة المطول

من يعاني من كرب ما بعد الصدمة ويعيش حالة من الخوف والقلق وتفادي الأفكار والمشاعر والمواقف التي ترتبط بالصدمة يخضعون للعلاج النفسي، مثل العلاج بالمواجهة الذي يهدف في النهاية إلى تلاشي مشاعر وأفكار المريض حيال ذكريات الحادث الصادم، وتدريبه على التحكم في مشاعره وأفكاره تجاه الحادث، ويعتمد هذا العلاج على 4 محاور رئيسية تكون على النحو التالي:

  • تحسين مستوى التوعية والعلم بهذا الاضطراب وطرق العلاج.
  • ضرورة التحدث طويلًا عن تجربة الصدمة المؤلمة.
  • التدريب على طريقة التنفس العميق أثناء حالات التوتر والقلق للتعامل معها بشكل أفضل.
  • التدريب على كيفية التعامل مع مواقف الحياة المختلفة المتعلقة بالحادث.

2_ إعادة البناء المعرفي

داخل مستشفى الحرية للطب النفسي يستخدم الأطباء طريقة العلاج النفسي القائمة على تحديد أنماط الأفكار الغير سوية والمضطربة، إلى جانب الكشف عن الاعتقادات الخاطئة الناجمة عن الحادث المؤلم، وتطبيق هذا العلاج يعتمد على استخدام مفكرة تدوين يومية لتحديد الأفكار والمشاعر السلبية ليتم العمل على تغييرها، وبمساعدة الطبيب يتخلص المريض من الأفكار المزعجة والمشاعر السلبية التي تراوده، وعلاوة على ذلك، يتعلم كيفية ضبط الأعصاب والتحكم في الغضب والانفعال، والأعراض غالبًا ما تتحسن بعد إدراك المريض للمفاهيم الخاطئة المتعلقة بالصدمة.

3_ العلاج المعرفي

تساعد المعالجة المعرفية لمصابي اضطراب ما بعد الصدمة في تحكم المريض بالأفكار والمشاعر السيئة، بالإضافة إلى اكتساب القدرة على تقبل وفهم الصدمة النفسية ومدى تأثيرها على الإنسان، وتتم هذه المعالجة بناء على الخطوات التالية:

  • مراقبة أفكار ومشاعر وأحاسيس المريض ومدى وإدراكه لأثر الصدمة، وبالتالي تغيير وجهة نظر المريض في نفسه وفي العالم من حوله.
  • العمل على تطوير مهارات المريض للمساهمة في تغيير الأفكار الهدامة التي تعيق شفاء المريض وتخلصه من الماضي.
  • كذلك إعادة بناء المبادئ والمفاهيم التي تلاشت نتيجة الصدمة مثل الثقة بالنفس والآخرين والشعور بالأمان وتقدير الذات.

أدوية علاج اضطراب ما بعد الصدمة

عند الحديث عن أي اضطراب نفسي هناك ضرورة معرفة هل توجد أدوية علاجية أم لا، وفي حالة مرضى اضطراب ما بعد الصدمة هناك أدوية أظهرت نتائج فعالة في التحكم بالأعراض الجانبية للاضطراب، مثل فئة الأدوية المضادة للاكتئاب التي تعرف بأدوية مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية، وهي الأكثر استخدامًا بين المرضى مثل دواء وسيرترالين وسيتالوبرام وباروكسيتين وفلوكسيتين وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك من قبل الهيئات العالمية تم المصادقة على استخدام عقاري زولوفت وباكسيل لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة على المدى الطويل، وبشكل عام تشير الدراسات الطبية إلى أن العلاجات النفسية لها آثر وفاعلية كبيرة من استعمال الأدوية، لذا من الأفضل الجمع ما بين العلاج النفسي والدوائي لتحقيق نتائج فعالة.

نهاية الحديث عن اضطراب ما بعد الصدمة:

اليوم تحدثنا عن اضطراب ما بعد الصدمة الذي يحدث بعد الصدمة النفسية، أو التعرض إلى حوادث مؤلمة نتيجة تطور الأعراض الجانبية مع مرور الوقت، وبسببها قد يلجأ بعض المصابين إلى الانتحار في حالة عندما تلقي العلاج النفسي، ونحن في مستشفى الحرية للطب النفسي نوفر لك أحدث العلاجات النفسية والدوائية لعلاج كرب ما بعد الصدمة، وإشراف طبي من أفضل الخبراء والاستشاريين النفسيين اتصل بنا الآن لمساعدتك.

مصدر1 

مصدر2 

مصدر3

ayakamel ayakamel
تعليقات

من نحن

مستشفى الحرية للطب النفسى وعلاج الادمان هي من أهم المستشفيات الرائدة فى علاج جميع حالات الادمان بأحدث الاساليب المتطورة والطرق العلاجية الحديثة

مدينة الفيوم – مصر

info(@)mentalhospital.net

0020-10-06222144

0020-12-77455552

النشرة الإخبارية

تابعنا
whatsapp button phone button