9 من أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن
أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن أحد الأسباب الرئيسية في فشل رحلة العلاج، كثير من الآباء لا يفقهون معايير الطريقة الصحيحة للتعامل مع الابن المدمن، وذلك ما يؤدي إلى نتائج عكسية وأهمها فشل خطة العلاج، كما أنها سبب في الانتكاسات المتكررة التي قد يتعرض لها المدمن تعرضه إلى العنف أو الضرب من قبل أفراد الأسرة، أو النفور من العلاج لذلك من المهم تسليط الضوء على أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن.
مشكلة إدمان الابن واحدة من المشكلات التي تواجه أغلب البيوت العربية، حيث أصبح الإدمان واقع مؤلم تعاني منه كل أسرة بسبب الحالة المزرية التي يصل لها المدمن تحت تأثير المواد المخدرة، والأهالي لها دور مهم في مساعدة الابن المدمن على التعافي، لذلك أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن لابد من تجنبها، ونشر الوعي حول الطريقة المؤلمة للتعامل مع الابن المدمن، وكيفية تشجيعه على العلاج داخل المصحات العلاجية المختصة.
تجربتي مع ابني المدمن
كنت بحاجة إلى معرفة ما هي أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن لكي تتجنبها أثناء تجربتي مع ابني المدمن، منذ 3 سنوات بدأت الاحظ بعض التغييرات الجسدية والنفسية والسلوكية على ابني الذي يبلغ من العمر الـ17 عامًا، مثل العصبية المفرطة والتغيب عن المدرسة لأيام والعزلة في المنزل والتوقف عن ممارسة بعض الهوايات وغيرها من الأمور التي جعلتني أشعر بالشك.
وفي إحدى المرات فأجت أنه يتحدث مع صديق مقرب له خارج الدائرة المعروفة عن حضور حفلة يتم فيها الترويج لمخدر ما، كنت في حالة ذهول وشعرت بالغضب الشديد وبدأت في تعنيفه بشدة، وانهلت عليه بالضرب لحدة الصدمة، وقررت حبسه في المنزل حتى يتوقف عن شراء المواد المخدرة، وكنت أعتقد أنه الحل الأمثل للمشكلة.
بالطبع لم أفكر في إدخاله إلى مصحة علاجية خوفًا على سمعة العائلة، ولكن قرار الحبس لم يجدي نفعًا بل زاد من حدة الأمر بسبب الأعراض الانسحابية المؤلمة والانتكاسات التي تعرض لها خلال هذه الفترة، فلم يكن أمامي خيار إلا طلب المساعدة من أحد المستشفيات العلاجية الخاصة، وطبعًا كنت بحاجة إلى التكتم والخصوصية حتى لا يكتشف أحد من العائلة الأمر.
أخبرني صديق مقرب عن مستشفى الحرية لعلاج الإدمان والطب النفسي، وبالتواصل معهم قررت حجز ابني في المستشفى للخضوع إلى علاج الإدمان، وكانت رحلة صعبة للغاية في بداية الأمر بسبب عناد ابني ورفضه للعلاج، نتيجة الطريقة المؤلمة التي تعاملت بها في بداية الأمر، ولكن مع خبرة وكفاءة الفريق الطبي داخل المستشفى تعافي ابني من الإدمان، والرحلة العلاجية أظهرت ثمارها خلال فترة قصيرة ، لذلك مهم جدًا معرفة أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن.
أقرأ أيضًا: عندي ابن مدمن
أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن
من واقع تجربتي مع ابني المدمن أخبرني الطبيب أنني لست الشخص الوحيد الذي يتعامل بطريقة خاطئة مع الابن المدمن، وأنه وفق الكثير من الدراسات والإحصائيات الغالبية العظمى من الآباء يتعاملون بطريقة خاطئة مع الابن المدمن، وإليك أبرز أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن:
1_ تجاهل المشكلة
أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن تبدأ من تجاهل الآباء المشكلة، فلا ينظرون إلى ان أبنائهم في سن المراهقة معرضون إلى مخاطر كبيرة من أبرزها الإدمان، لذا كثيرًا ما يتجاهلون الأعراض الدالة على الوقوع في الإدمان ، ويجرحون أن السبب هي التغييرات الهرمونية لهذا المرحلة.
2_ الدلال المفرط
ضمن أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن هو الدلال المفرط، حيث أن بعض الآباء يتعاملون بدلال مفرط مع الابن المدمن ويتركونه على راحته، ويظنون أن هذه المرحلة سوف تنتهي من تلقاء نفسها، وأن تعاطي تلك المواد لا يؤثر على الصحة بل فقط من أجل المتعة، ويكثر ذلك بين الطبقات الغنية التي تبحث دائًما عن راحة أبنائها، ولا يدركون حجم الخطر الذي يلاحقهم، ولتعلم أن الدلال المفرط هو السبب في إدمان الابن.
3_ الإسراف دون وعي
من أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن هو الإسراف في إعطاء الابن المال دون وعي، أو معرفة الأشياء التي ينفق فيها المال فضلًا عن الآباء الذين يعرفون أن أبنائهم يتعاطون المواد المخدرة ويستمرون في إعطائهم المال دون وعي أو حساب.
4_ تأخر المواجهة
من أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن تأخر المواجهة، كلما تأخرت في مواجهة الابن المدمن سوف تدفع ثمن هذا أضعاف مضاعفة، وهذا الأمر من أشهر أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن، أنت بحاجة إلى اتخاذ القرار بسرعة لا توجد حاجة للتفكير طويلًا، أسرع في إنقاذ ابنك من خطر الإدمان وحل المشكلة من بدايتها، حتى لا تتفاقم وبالتالي تزداد خطورتها على الابن ومن حوله.
5_ العزلة
أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن تتضمن تشجيع الأب أو الأم الابن المدمن على العزلة، والبقاء لوحده في المنزل حتى لا يواجه الناس ويكتشفون حقيقة أنه مدمن خوفًا من العار والخزي، واتخاذ هذا الموقف لا يزيد المشكلة إلى خطورة على المدمن، حيث يصل به الأمر إلى الانتحار للانتهاء من حياة العزلة.
6_ لا تبرر للابن المدمن
أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن تشمل قرار الأب بتبرير خطأ الابن المدمن أمام أفراد العائلة، وبالتالي قد يشعر الآخرين بالرغبة في تجربة الأمر، وأنه سوف يحصل على تبرير كما حدث مع أخيه، حيث يشعرون باللامبالاة تجاه السلوكيات الخاطئة التي يقومون بها، ولا يشعرون بحجم الضرر الذي يلاحقهم فلا يسعون إلى اتخاذ خطوة العلاج.
7_ العودة إلى نفس البيئة
ضمن أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن هو أنه بمجرد خروج الابن من المصحة العلاجية يعود إلى نفس البيئة السابقة، ويبدأ الابن في العودة إلى الحياة القديمة والذهاب إلى نفس الأماكن، ورؤية أصدقاء سبق لهم تعاطي المخدرات سويًا، وبذلك يكون قد وقع في طريق الانتكاسة التي سوف تحدث عاجلًا أم آجلًا.
8_ العلاج النفسي
أحد أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن بعض الآباء لا يهتمون بحضور جلسات العلاج النفسي مع الابن المدمن، وهذا الأمر يعد من أشهر أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن، لأن الابن يشعر بالحاجة إلى الدعم الأسري فوجودك إلى جانبه يشعره بالراحة والأمن، والمثابرة على استكمال رحلة العلاج للعودة إلى منزله.
9_ التواصل خير من العلاج
بعد خوضك التجربة الأليمة مع الابن المدمن لا تقع في الخطأ الشائع بعدم التواصل مع ابنك بشكل حقيقي ومستمر، مهم جدًا التحدث معه ومشاركته حياته الخاصة وتشجيعه دائمًا على استكمال رحلة التعافي، والوقوف إلى جانبه حتى لا يصبح ضحية الإدمان مرة أخرى.
كيف تتعامل الاسرة مع متعاطى المخدرات ؟
بعد اكتشاف أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن سنوضح لكم بعض النصائح حول الطريقة الصحيحة لتعامل الأسرة مع الابن المدمن كالآتي:
- التعرف على نوع المخدر الذي يتعاطاه الابن المدمن، وتحديد تأثيراته على الجسم والمضاعفات التي قد يتعرض لها عند الجرعات العالية، حيث ينصح بجمع كافة المعلومات عن هذا المخدر.
- تتمتع بالهدوء والثقة عند التحدث ومواجهة الابن المدمن.
- التحدث معه بطريقة إيجابية لمعرفة الأسباب الكامنة وراء الإدمان.
- تعامل مع كذب وإنكار المدمن بطريقة إيجابية فلا تبدأ في تعنيفه أو ضربه، بل تحدثه معه عن دلائل الإدمان والمعلومات التي قمت بجمعها.
- تجنب اللوم والعتاب وتعامل معه على أنه ضحية ومريض يحتاج إلى المساعدة والعلاج وليس كمذنب يستحق العقاب.
- كسب ثقة المدمن من الأمور الهامة التي يجب أن يتبعها أفراد العائلة مع الابن المدمن.
- الابتعاد عن أساليب القوة والتهديد مع الابن المدمن العنيد.
- التوقف عن إعطائه المال الوفير حتى يعجز عن شراء المواد المخدرة.
- تحديد الطريقة الصحيحة للتعامل مع الابن من خلال إظهار الحب والدعم والتعاطف.
- إخباره عن الأضرار النفسية والجسدية التي يعاني منها بسبب الإدمان، ولأنه في أغلب الأحيان لا يدرك حجم الآثار الإدمانية.
- اختيار وقت يحظى فيه المدمن بالفراغ الكامل لمواجهته، حتى تتجنب المقاطعات أو الهروب من الحديث وذكر الحجج والأعذار.
- بعد الانتهاء من الحديث مع المدمن ابدأ في اتخاذ إجراءات وخطوات لمساعدته على العلاج، تواصل مع مركز او مصحة علاجية وأخبر الطبيب عن الابن المدمن، وبدء رحلة العلاج تحت إشراف طبي للحد من تأثيرات الإدمان على حياة الابن الدراسية، ومعرفة خيارات العلاج وكيف يصل إلى التعافي.
نهاية الحديث عن أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن:
أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن تتضمن الدلال المفرط وإعطاء الأموال دون وعي أو التعنيف والضرب عند المواجهة وغيرها، وتوضيح تلك الأخطاء مهم جدًا لزيادة الوعي عند الآباء حول الطريقة الصحيحة للتعامل مع الابن المدمن، ومع مستشفى الحرية لعلاج الإدمان والطب النفسي يمكنك أن تناقش خيارات العلاج المتاحة التي تساعد ابنك على الوصول إلى التعافي.
مستشفى الحرية لعلاج الإدمان والطب النفسي بالفيوم mental من أهم وأشهر المؤسسات الطبية لعلاج الإدمان في مصر، كما أنها مصحة نفسية لها باع في العلاج النفسي، مرخصة من وزارة الصحة وهيئة العلاج الحر، وتعمل على بروتوكولات علاجية متطورة وحديثة تحت إشراف طبي قوي ومميز لتطبيق استراتيجية التشخيص المزدوج، والخدمات الطبية متاحة على مدار الـ24 ساعة برعاية طاقم تمريض مدرب على التعامل مع مختلف الحالات الطبية من مرضى الإدمان والمرض النفسي، تتواجد أفرع المستشفى في محافظة الفيوم فقط حيث تختلف عن مراكز الحرية التابعة للدكتور إيهاب الخراط لعلاج الإدمان في محافظ مصر مثل القاهرة والإسكندرية.
