ابي مدمن

أبي مدمن وكيف أقنعته بالعلاج في 3 خطوات

تخيل أنك تعود إلى بيتك بعد يوم طويل في المدرسة، وتجد أباك مستلقياً على السرير بإبرة مغروسة في ذراعه، تخيل أنك تكتشف أن أبي مدمن مدمن على الهيروين، وأن حياته في خطر، تخيل أنك تحاول مساعدته على التخلص من الإدمان، ولكنه يرفض وينكر ويقاوم، ماذا تفعل؟

هذا هو ما عاشته ريم في مقالنا أبي مدمن، فتاة في السادسة عشر من عمرها، التي وجدت أباها في حالة تسمم بالهيروين. في هذا المقال، سأروي لكم قصة ريم وأبيها، وكيف تغلبت على الصعوبات والعقبات التي واجهتها في رحلتها لإنقاذ أبيها من الإدمان. سأتناول أيضاً بعض الحقائق والمعلومات عن الهيروين وآثاره وعلاجه، وكيف يمكن للمدمنين وعائلاتهم التعامل مع هذه المشكلة الخطيرة. أتمنى أن يكون مقالي مفيداً وملهماً لكل من يعاني من الإدمان أو يعرف شخصاً يعاني منه.

أبي مدمن

لم تكن ريم تعلم أن أبيها مدمن حتى ذلك اليوم المشؤوم كانت تعود من المدرسة متأخرة قليلا بعد أن شاركت في نشاط تطوعي مع زملائها دخلت البيت وسمعت صوتا غريبا يصدر من غرفة أبيها اقتربت بحذر وفتحت الباب ببطء فوجئت بمنظر أبيها مستلقيا على السرير وإبرة مغروسة في ذراعه كان وجهه شاحبا وعيناه مغلقتان صرخت ريم بصوت عال وركضت إلى جانبه هزته بقوة ونادته باسمه لكنه لم يستجب انهارت ريم في البكاء وأخذت هاتفها لتتصل بالإسعاف.

معرفة وصدمة

وصل الإسعاف بعد دقائق قليلة ونقلوا أبيها إلى المستشفى تبعتهم ريم وهي في حالة من الصدمة والخوف لم تستطع أن تصدق ما حدث كيف أصبح أبيها مدمنا؟ متى بدأ هذا السلوك؟ لماذا لم تلاحظ أي علامات؟ أين كانت طوال هذه السنوات؟

أبي مدمن الهيروين

في المستشفى، أخبرها الطبيب أن أبيها كان يتعاطى هيروين، وهو مخدر قوي يسبب الإدمان والتسمم قال أن أبيها كان في حالة خطيرة وأنه كاد أن يموت لكنهم تمكنوا من إنقاذه بإعطائه جرعة من نالوكسون، وهو دواء يعكس تأثير الهيروين قال أن أبيها سيحتاج إلى بقاء في المستشفى لبضعة أيام لمراقبة حالته وبدء علاجه.

حزن وخيبة

ريم شعرت بالغضب والحزن والخيبة، كيف يفعل أبيها هذا بها؟ كيف يضيع حياته في هذا السم؟ كيف ينسى أنه لديه ابنة تحتاج إليه؟ كيف يصبح أبي مدمن؟ لم يكن أبيها دائما هكذا كان رجلا طيبا وحنونا ومسؤولا كان يعمل كمهندس في شركة كبيرة ويكسب راتبا جيدا كان يحب زوجته التي توفيت قبل خمس سنوات بسبب مرض السرطان كان يحب ريم ويعتني بها ويدعمها في دراستها وهواياتها كان يحلم بأن تصبح ريم طبيبة مشهورة وأن يراها تتزوج وتنجب أولادا ولكن فجأة اصبح أبي مدمن.

تغيير للأسوء

لكن بعد وفاة زوجته، تغير أبيها تدريجيا بدأ يفقد اهتمامه بعمله ومستقبله بدأ يشعر بالوحدة والحزن والذنب بدأ يبتعد عن أصدقائه وعائلته بدأ يشرب الكحول بكثرة ويدخن السجائر بدأ يقضي معظم وقته في غرفته أو في الشارع بدأ يتورط في علاقات سيئة مع أشخاص يتعاطون المخدرات بدأ يجرب مخدرات مختلفة لينسى همومه ويهرب من واقعه بدأ يصبح مدمنا.

ريم لم تكن تعلم كل هذا كانت مشغولة بدراستها وأنشطتها وأحلامها كانت تحاول أن تكون قوية ومستقلة ومتفائلة كانت تحاول أن تكون سندا لأبيها وتملأ فراغ أمها. لكنها لم تنجح لم تستطع أن توقف تدهور أبيها أو تساعده على التعافي لم تستطع أن تنقذه من نفسه.

مواجهة صعبة

ريم قررت أن تتصرف قررت أن تواجه أبيها وتتحدث معه بصراحة قررت أن تعرض عليه مساعدتها ودعمها قررت أن تبحث عن مراكز علاجية ومجموعات دعم ومصادر معلومات قررت أن تتعلم عن طبيعة الإدمان وآثاره وعلاجه قررت أن تكون بجانب أبيها وتفهمه وتحبه ليتخلص من تجربة أبي مدمن ويعود الى سابق عهدة.

لم يكن الأمر سهلا واجهت ريم مقاومة ورفضا من أبيها حيث لم يكن أبيها يريد أن يعترف بمشكلته أو يطلب المساعدة او ان يلقب بلفظ أبي مدمن.

اعراض انسحاب الادمان

كان ينكر أبي أنه مدمن  ويبرر سلوكه بالضغوط والمشاكل. كان يعتبر أن ريم تتدخل في حياته الخاصة وتحاول أن تسيطر عليه، كان أبي مدمن و يرفض أن يذهب إلى أي مركز علاجي أو يلتحق بأي مجموعة دعم كما كان يحاول أن يهرب من المستشفى أو يخفي المخدرات في غرفته و كان يعاني من أعراض الانسحاب الشديدة، مثل:

  • القيء.
  • التعرق.
  • الرعشة.
  • الألم.
  • الاكتئاب.
  • القلق.
  • الهلوسة.

لكن ريم لم تستسلم كانت تصر على أن تزور أبيها كل يوم وتحاول أن تحادثه بلطف وحنان كانت تحمل له هدايا وكتب وموسيقى وصور تذكره بأيام أفضل كانت تحكي له عن ما يحدث في المدرسة وفي الحي وفي العالم كانت تشجعه على أن يشاركها مشاعره وآرائه وأحلامه كانت تذكره بأنه ليس وحيدا وأنه لديه ابنة تحبه وتفتخر به كانت تطلب منه أن يعطيها فرصة واحدة لتساعده على الشفاء.

جهود مثمرة

تدريجيا، بدأ أبيها يتأثر بجهود ريم ويتغير موقفه بدأ يدرك أنه يحتاج إلى المساعدة وأنه لا يستطيع أن يواجه الإدمان بمفرده بدأ يقبل أن يستمع إلى نصائح الطبيب ويتبع تعليماته بدأ يوافق على أن يذهب إلى مركز علاجي متخصص ويتلقى برنامجا شاملا يشمل العلاج الدوائي والنفسي والاجتماعي بدأ ينضم إلى مجموعة دعم من أشخاص يعانون من نفس المشكلة ويتبادلون معهم تجاربهم وتحدياتهم وإنجازاتهم بدأ يستعيد ثقته بنفسه وأمله بالحياة.

نهاية سعيدة

ريم كانت سعيدة بتقدم أبيها وتحسن حالته كانت ترافقه في رحلته العلاجية وتدعمه في كل خطوة كانت تحتفل معه بكل نجاح وتواسيه في كل فشل كانت تشجعه على أن يعيد بناء حياته ويستأنف نشاطاته وعلاقاته كانت تساعده على أن يجد هواية أو مهنة جديدة تملأ وقته وتنمي مواهبه كانت تحلم معه بالمستقبل وتخطط له.

بعد عام من العلاج، تمكن أبيها من التخلص من الإدمان والتعافي تماما كان يشعر بالصحة والنشاط والسعادة كان قد عاد إلى عمله كمهندس واستعاد احترام زملائه ورؤسائه كان قد تصالح مع أصدقائه وعائلته واسترجع مكانته في المجتمع كان قد اكتشف شغفه بالرسم والتصوير والسفر والتعلم كان قد وجد حبا جديدا في امرأة طيبة وجميلة تقدره وتحبه كان قد أصبح أبا حقيقيا لريم وصديقا وفيا لها.

ريم كانت فخورة بأبيها وبنفسها كانت تشعر بالامتنان والفرح والسلام  فلقد تغلبت على تجربة أبي مدمن وكانت قد نجحت في مهمتها وأنقذت أبيها من الهلاك كانت قد أثبتت لنفسها وللعالم أنها قوية وشجاعة ومخلصة كانت قد أكملت دراستها بتفوق وحصلت على شهادة الثانوية العامة كانت قد حققت حلمها بالالتحاق بكلية الطب وبدأت في تحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة مشهورة كانت قد وجدت حبا جديدا في شاب طيب ووسيم يقدرها ويحبها.

خاتمة

رحلة ريم مع أبي مدمن هي قصة صمود وإصرار، قصة حب وتضحية، قصة فتاة صغيرة تحدت الصعاب وواجهت الظلام، فخرجت منه منتصرةً تحمل شعلة الأمل.

لقد تغلبت ريم على تجربة أبي مدمن، فلم تستسلم للواقع الأليم، بل واجهته بكل شجاعة وقوة.

واجهت ريم مقاومة أبيها في البداية، لكنها لم تستسلم، بل واصلت جهودها بكل صبر وتفانٍ، حتى تغير موقفه وبدأ رحلته نحو التعافي.

لم تكن ريم مجرد ابنة، بل كانت ملاكًا منقذًا، ساعدت أباها على الخروج من براثن الإدمان، ليعود إلى الحياة من جديد.

وتُصبح قصة ريم مصدر إلهام لكل من يواجه مشكلة الإدمان، فهي دليل على أن الأمل موجود، وأن التغيير ممكن، وأن الحب والتضحية هما أقوى الأسلحة في مواجهة الظلام.

وتُؤكد قصة ريم على أهمية دعم العائلة والأصدقاء في رحلة التعافي من الإدمان، فوجودهم يُشكل فارقًا كبيرًا في حياة المدمن.

وتُصبح ريم رمزًا للأمل لكل من يواجه صعوبات في حياته، فهي دليل على أن الإصرار والعزيمة هما مفتاح النجاح، وأن كل شيء ممكن إذا سعينا إليه بصدق وتصميم.

وتُلهمنا قصة ريم بأن نكون أقوياء في مواجهة التحديات، وأن نُحارب الظلام بكل ما أوتينا من قوة، وأن نُنير دروب الآخرين بضوء الأمل والتفاؤل.

ففي ختام أبي مدمن، رحلة ريم هي قصة انتصار على الإدمان، قصة حب وتضحية، قصة فتاة صغيرة غيّرت مسار حياتها وحياة أبيها، فخلّدت اسمها في سجلات النصر والإلهام.

وداعاً للإدمان، أهلاً بالحياة، هكذا تُصبح قصة ريم شعارًا لكل من يبحث عن النور في نهاية النفق.

 

مصدر1

مصدر2

مصدر3

asmaa sayed
تعليقات

من نحن

مستشفى الحرية للطب النفسى وعلاج الادمان هي من أهم المستشفيات الرائدة فى علاج جميع حالات الادمان بأحدث الاساليب المتطورة والطرق العلاجية الحديثة

مدينة الفيوم – مصر

info(@)mentalhospital.net

0020-10-06222144

0020-12-77455552

النشرة الإخبارية

تابعنا
whatsapp button phone button