ماذا تعرف عن علاج الكبت الجنسي؟ 

إذا أردت معرفة علاج الكبت الجنسي، فربما تحتاج إلى مشاهدة فيلم (النعامة والطاووس) الذي يتحدث عن عدم قدرة الزوجين على التواصل الجنسي بسبب معاناة الزوجة من الكبت الجنسي الذي بدأ معها منذ الصغر نتيجة نشأتها على مفهوم حرمانية الجنس وأن هذه القاعدة تتغير في نطاق الزواج، فكيف ستحظى بعلاقة جنسية سوية مع زوجها إذا كان يلازمها شعور أنها تفعل شيئاً محرماً، بالإضافة إلى رغبتها في علاقة حميمية عاطفية تعتمد على المداعبة والحديث الناعم بين الزوجين، وهذا يتعارض مع خبرات الزوج الجنسية الخاطئة، وأجبرتهم تلك المشكلة على الذهاب إلى طبيبة متخصصة في علاج المشاكل الجنسية بين الزوجين، وهذا ما سنتحدث عنه في السطور القادمة.

ما هي اعراض الكبت الجنسي 

لا بد من معرفة الأعراض قبل البحث عن علاج الكبت الجنسي حتى يعرف المريض تأثير الكبت الجنسي على حياته، وتشمل الأعراض:

• الشعور بالذنب

يشعر مريض الكبت الجنسي بالذنب والعار بسبب رغباته الجنسية، ويخاف من انتقادات المجتمع ومبادئه وقيمه الشخصية، والحيرة بين ما هو مقبول وغير المقبول فيما يخص رغباته.

• الخوف والقلق

يخاف المريض من التعبير عن رغباته الجنسية بحرية خوفاً من المجتمع أو الرفض أو العقاب، مما يدفع المريض إلى كبت رغباته أو تجنبها والابتعاد عنها.

وذلك قد يكون بسبب نشأته على حرمانية العلاقة الجنسية قولاً واحداً، وعدم الحديث معه عن تغيير تلك القاعدة التي تحرم الجنس إذا كان في إطار الزواج.

• انخفاض الرغبة الجنسية

نستكمل حديثنا عن أعراض وعلاج الكبت الجنسي الذي قد يسبب انخفاض الرغبة الجنسية وتجنب ممارسة العلاقة الحميمة حتى يصبح من الصعب التواصل مع الطرف الآخر.

• عدم الشعور بالراحة 

قد يجد المريض صعوبة في تقبل التعري أمام الطرف الآخر أو مشاهدة الطرف الآخر عارياً بسبب المعاناة طول حياته من عدم الشعور بالراحة عند مشاهدة الصور العارية أو الأفلام الإباحية وكبت رغباته الجنسية.

• المشاكل الجنسية

قد يسبب الكبت الجنسي إلى ظهور مشاكل صحية جنسية نتيجة للحواجز النفسية الموجودة أمام المريض التي تمنعه من اكتشاف رغباته الجنسية اكتشافاً سوياً تساعده على ممارسة الحياة الجنسية الطبيعية مثل:

• ضعف الانتصاب.
• سرعة القذف.
• صعوبة الوصول إلى الأورجازم.

علاج الكبت الجنسي

تختلف رحلة علاج الكبت الجنسي من مريض لآخر، ولكنها تعتمد على بعض التقنيات مثل:

• الاكتشاف والتوعية الذاتية

لا بد من قضاء بعض الوقت حتى يتعرّف المريض على هويته الجنسية، ويصبح واثقاً من نفسه عن طريق معرفة كيفية ممارسة العلاقة الجنسية السوية، وضرورة الحصول على موافقة الطرف الآخر.

• التواصل

لا بد من وجود لغة حوار بين الزوجين للحديث عن رغباتهما الجنسية طالما هذه الرغبات لا تتعارض مع القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية.

وتساعد لغة الحوار بين الزوجين على الثقة بأنفسهم، والشعور بالأمان والاستقرار في العلاقة الزوجية.

• الاهتمام الذاتي

يساعد الاهتمام بالنفس على تحسين الصحة العامة للمريض ويكتسب مهارات جديدة عن طريق ممارسة فن اليقظة الذهنية (mindfulness)، والتأمل الذاتي (self-refl.ection)، والعطف الذاتي (self-compassion).

بالإضافة إلى اكتشاف المهارات الإبداعية مثل التدوين، والرسم، والكتابة الإبداعية التي تساعد المريض على حرية التعبير عن نفسه، والإفصاح عن رغباته الجنسية عن طريق الكتابة.

علاج الكبت الجنسي نفسياً

قد يلجأ المريض إلى طلب المساعدة من أحد المتخصصين في علاج الكبت الجنسي وإرشاده إلى الطريق الصحيح عن طريق استخدام التقنيات النفسية الصحيحة للتعرف على رغباته وهويته الجنسية.

بالإضافة إلى قدرة الطبيب على الاستماع إلى المريض دون إصدار الأحكام عليه، ويعطيه المساحة الآمنة للحديث عن نفسه والمشاكل التي يواجهها.

• الجلسات النفسية الجماعية

وقد يساعد الطبيب المريض عن طريق الانضمام إلى الجلسات النفسية الجماعية للحصول على الدعم النفسي، ومشاركة تجربته مع المرضى الذين يعانون من الكبت الجنسي.

هل يوجد فرق بين أضرار الكبت الجنسي للرجال وأضرار الكبت الجنسي للنساء؟

لا يوجد فرق في الأضرار الناتجة عن الكبت الجنسي للرجال أو النساء من الناحية النفسية، فكلاهما نفس النتيجة، فإذا لم يُعالج الكبت الجنسي، فقد تتفاقم المشكلة لتمتد إلى صحة المريض العامة، وتؤثر على العلاقة الحميمة الطبيعية، ومن أهم هذه الأضرار:

• الكبت العاطفي

قد يسبب كبت المشاعر والرغبات الجنسية إلى شعور المريض بالاكتئاب والحزن والإحباط، وعدم الرضا، وعدم القدرة على التواصل مع ذاته.

• تحديات العلاقة العاطفية والحميمية

قد يخلق الكبت الجنسي حواجز أمام التواصل العاطفي، مما قد يسبب بعض الصراعات، وعدم القدرة على تفهّم واستيعاب الطرف الآخر، وعدم الإشباع الجنسي في العلاقة.

• قلة الثقة بالنفس

قد يشعر المريض بقلة الثقة بالنفس، وأن المشكلة قد تكون بسبب شكل الجسم، والخوف من نقد المجتمع، والشعور بالعار والذنب بسبب رغباته الجنسية الطبيعية.

ويخلق الشعور بعدم الاكتفاء، ويؤثر تأثيراً سلبياً في الصحة النفسية للمريض.

• التزعزع الديني

إذا كان سبب الكبت الجنسي المعاناة من التزمت الديني الشديد، لذلك قد يواجه المريض أفكاره ورغباته الجنسية الطبيعية بالشعور بالذنب، ويفقدون الثقة في أنفسهم بسبب ضعف تدينهم الذي أدى بهم إلى التفكير في هذه الرغبات الطبيعية.

• أضرار الكبت الجنسي للنساء | الألم أثناء الجماع

إذا كانت الزوجة تعاني من الكبت الجنسي، فقد تشعر بالخوف من العلاقة، والمعاناة من الألم أثناء الجماع، والتشنج المهبلي بسبب ضيق الجدار المهبلي لمنع دخول القضيب بسبب الشعور بالخوف.

أضرار الكبت الجنسي للرجال | المشاكل الجنسية

تختلف مضاعفات الكبت الجنسي للرجال عن النساء من الناحية العضوية، فعندما يهمل الرجل علاج الكبت الجنسي، تمتد أضراره حتى تصل إلى الصحة الجنسية للمريض لتسبب ضعف الانتصاب أو سرعة القذف أو ضعف الرغبة الجنسية، وصعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية.

بالإضافة إلى وجود الحواجز النفسية التي تقف عائقاً في طريق العلاج الذي إذا سعى إليه مريض الكبت الجنسي، سيحصل على حياة جنسية طبيعية.

أهم الأسئلة الشائعة

لا يمكننا أن نغفل عن أهم الأسئلة الشائعة التي تتحدث عن علاج الكبت الجنسي:

ما أسباب الكبت الجنسي؟

نتابع حديثنا عن علاج الكبت الجنسي عندما نعرف أسبابه التي قد تتمثل في:

• التجارب الجنسية السلبية السابقة

قد يعاني المريض من الكبت الجنسي بسبب القمع الذي تعرّض له في نشأته، والخوف من الأمراض الجنسية، أو الحمل دون زواج، أو الخوف من التحرش الجنسي.

وقد يتعرّض المريض في مرحلة من حياته إلى حادثة اغتصاب أو تحرش حتى أصبحت العلاقة الجنسية تمثل له ذكريات مؤلمة.

• المفاهيم المغلوطة عن العلاقة الجنسية

يتجنب الوالدان الحديث مع أبنائهم عن العلاقة الجنسية، لذلك قد يلجأون إلى البحث عن الإجابة من أصدقائهم أو من الأفلام الإباحية التي قد تعرض العلاقات الجنسية غير الطبيعية.

وعلى الرغم من صحة بعض المعلومات التي قد يحصلون عليها من هذه المصادر غير الموثوق فيها، إلا أنها قد تسبب لهم عدم الشعور بالراحة.

وقد يُهيأ لهم أن عدم حديث والديهم عن العلاقة الجنسية ما هو إلا تجنب الحديث عن شيء بغيض وغير طبيعي.

• تحديد الأدوار الجنسية حسب النوع

قد تصبح نوعك سواء كنت ذكراً أو أنثى هو العائق الأكبر في استيعاب العلاقة الجنسية اعتماداً على بعض الأفكار المجتمعية المغلوطة.

فعلى سبيل المثال، قد تنشأ الفتاة على أنه لا مانع من ممارسة العلاقة الجنسية في مقابل الحصول على الحماية وتلبية مطالبها، ولكن لا يجب أن تُظهر استمتاعها بالعلاقة الجنسية إلا إذا أرادت أن تكون فتاة ليل.

وينشأ الذكور منذ طفولتهم على أنه مسموح لهم بممارسة الجنس دون قيود، وليس بالضرورة أن تستمتع المرأة بالعلاقة في كل مرة.

لذلك عندما يكبرون يتساءلون عن ماهية العلاقة الجنسية السوية التي يستمتع بها الزوجان معاً.

كيفية الوقاية من الكبت الجنسي؟

في إطار الحديث عن علاج الكبت الجنسي الذي يجد الكثيرون صعوبة في التعامل معه، ولكن يمكن التغلب عليه بعدة وسائل منها:

• التعليم الذاتي

إذا شعرت ببوادر الكبت الجنسي التي تقلل الرغبة الجنسية، فربما من الأفضل التعوّد على طرد هذه الأفكار تدريجياً، واستبدالها بأن الرغبة الجنسية فطرة خلقنا الله عليها.

بالإضافة كونها علاقة طبيعية يمكن الاستمتاع بها في إطار الزواج بعيداً عن الأفكار المغلوطة عنها.

• لا تعتمد على تجارب الآخرين

لا تنصت انصاتاً كاملاً إلى تجارب الآخرين الشخصية وآرائهم السلبية عن العلاقة الجنسية خاصةً إذا كانت هذه التجارب مرتبطة بالكبت الجنسي، ومن الأفضل أن تخوض تجربتك الخاصة بك بعيداً عن هذه التجارب.

كيفية التخلص من الكبت الجنسي بالأدوية؟

لا يوجد أدوية محددة لعلاج الكبت الجنسي، وإنما يعتمد على العلاج النفسي فقط.

ختاماً، يتطلب علاج الكبت الجنسي توفير الدعم للمريض من الطرف الآخر، وإعطائه المساحة الآمنة للحديث عن رغباته الجنسية بحرية دون خوف، ومساعدته على تخطي تلك المشكلة أو تشجيعه على زيارة مستشفى الحرية للطب النفسي وعلاج الإدمان للحصول على المساعدة.

المصادر

المصدر الأول

المصدر الثاني

المصدر الثالث