الغيرة المرضية أنواعها، واشهر 5 من اسبابها، وكيفية التخلص منها نهائياً
هل تعلم أن الغيرة المرضية يمكن أن تكون مدمرة بقدر أي اضطراب نفسي آخر؟ على الرغم من أن الغيرة هي شعور طبيعي يمكن أن يشعر به الجميع في بعض الأحيان، إلا أنها قد تتحول إلى حالة مرضية تؤثر بشكل خطير على الصحة النفسية والعلاقات الشخصية.
تعد الغيرة المرضية أحد الأعراض التي ترتبط بعدة اضطرابات نفسية مثل الفصام واضطراب الوسواس القهري، وقد تؤدي إلى سلوكيات مراقبة وتحقيق مستمرة بدون أي دليل منطقي وفي هذا المقال، سنستعرض أنواع الغيرة المرضية، أسبابها، أعراضها، وكيفية التعامل معها.
مفهوم الغيرة
الغيرة هي استجابة عاطفية تحدث عندما يشعر الشخص بالتهديد من فقدان شيء أو شخص مهم له، مثل الحب أو الاهتمام من شريك حياتي أو مكانة اجتماعية. يمكن أن تكون الغيرة طبيعية وصحية في بعض الأحيان إذا كانت ضمن حدود معقولة، حيث تعكس رغبة الشخص في الحفاظ على علاقاته وأشيائه القيمة. ومع ذلك، عندما تخرج الغيرة عن السيطرة، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل نفسية وسلوكية خطيرة.
يمكن أن تكون الغيرة جزءاً طبيعياً من العلاقات، ولكن عندما تتجاوز حدودها الصحية، فمن المهم اتخاذ خطوات لمعالجتها لضمان صحة نفسية وعلاقات مستقرة.
ما هي الغيرة المرضية؟
الغيرة المرضية، والمعروفة أيضًا بالغيرة الهوسية أو الغيرة الوهمية، هي حالة نفسية تتميز بمشاعر الغيرة الشديدة والمفرطة التي لا تستند إلى أسباب واقعية و قد يعتقد الشخص المصاب بالغيرة المرضية بأن شريكه غير مخلص أو أنه يخونه، رغم عدم وجود أي دليل يدعم هذه الأفكار.
أنواع الغيرة المرضية
الغيرة المرضية تظهر بأشكال مختلفة ويمكن تقسيمها إلى أنواع بناءً على الأسباب والمظاهر النفسية و فيما يلي بعض أنواع الغيرة المرضية:
1.الغيرة الهوسية (Obsessive Jealousy)
تتسم بالانشغال المفرط والمستمر بأفكار غير واقعية حول خيانة الشريك وقد تشمل السلوكيات المرافقة:
- تفتيش ممتلكات الشريك الشخصية مثل الهاتف أو البريد الإلكتروني.
- التحقيق المتكرر مع الشريك حول أنشطته.
- التخيل المستمر لسيناريوهات غير واقعية عن الخيانة.
2. الغيرة الوهمية (Delusional Jealousy)
تُعرف أيضًا بمتلازمة عطيل (Othello Syndrome) و يتميز هذا النوع بالاعتقاد الراسخ وغير القابل للتغيير بخيانة الشريك دون وجود دليل ملموس كما يمكن أن يرتبط هذا النوع باضطرابات مثل الفصام أو اضطراب ذهاني آخر.
- الاعتقاد بأن الشريك غير مخلص بناءً على “أدلة” واهية أو متخيلة.
- السلوك التجسسي المفرط أو محاولة العثور على “أدلة” للخيانة.
3. الغيرة التفاعلية (Reactive Jealousy)
تنشأ كرد فعل لموقف حقيقي يثير الشكوك، مثل اكتشاف رسائل مشبوهة على هاتف الشريك أو سلوك غير لائق وعلى الرغم من أنها قد تكون مبررة في بعض الحالات، إلا أن تجاوزها للحدود الطبيعية يجعلها مرضية.
- الشكوك التي تتحول إلى هوس بعد موقف معين.
- السلوكيات المراقبة والتحقيق الزائد بعد الحادثة.
4. الغيرة المرتبطة باضطراب الوسواس القهري (OCD-Related Jealousy)
يكون لدى الشخص أفكار متسلطة حول خيانة الشريك تتسبب في سلوكيات قهرية لمحاولة التحقق والتأكد.
- التحقيق المتكرر مع الشريك.
- القيام بطقوس معينة للتحقق من الولاء.
5.الغيرة المتعلقة باضطراب الشخصية الحدية (BPD-Related Jealousy)
تظهر الغيرة كجزء من اضطراب الشخصية الحدية، حيث يعاني الشخص من تقلبات شديدة في مشاعره وعلاقاته.
- تقلبات مزاجية حادة تشمل الغضب والقلق.
- سلوكيات تهدد العلاقة مثل التهديد بترك الشريك.
البحث عن مساعدة مهنية يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو التعامل مع الغيرة المرضية وبناء علاقات أكثر صحة واستقرارًا.
ما هى اعراض الغيرة المرضية؟
الغيرة المرضية تتميز بمجموعة من الأعراض التي تتجاوز الغيرة الطبيعية لتصبح هوسية وغير مبررة. هذه الأعراض يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الشخص المصاب وعلاقاته. تشمل أعراض الغيرة المرضية ما يلي:
1. الأفكار المتسلطة:
- وجود أفكار مستمرة وغير قابلة للمنطق حول خيانة الشريك أو عدم ولائه، رغم عدم وجود دليل يدعم هذه الأفكار.
2. الاتهامات المتكررة:
- توجيه اتهامات غير مبررة للشريك بالخيانة أو الكذب بشكل متكرر.
3. السلوكيات المراقبة:
- مراقبة الشريك بشكل مفرط، مثل تفتيش هاتفه، رسائله الإلكترونية، أو حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي دون إذنه.
- التجسس على الشريك أو متابعة تحركاته.
4. التحقيق المتكرر:
- استجواب الشريك بشكل مستمر حول أنشطته، مكان وجوده، والأشخاص الذين يقابلهم.
5. التجسس والتحقق:
- متابعة الشريك، توظيف أشخاص للتحقق من سلوكه، أو محاولة معرفة كل تفاصيل حياته الشخصية بدون سبب منطقي.
6. العنف أو التهديد:
- قد يؤدي الشعور بالغيرة المرضية إلى تصرفات عنيفة أو تهديدات تجاه الشريك.
7. التغيرات المزاجية:
- تقلبات مزاجية شديدة، يمكن أن تتراوح من الغضب الشديد إلى الحزن والاكتئاب بسبب الشكوك المستمرة.
8. الانعزال الاجتماعي:
- يمكن أن ينعزل الشخص عن الأصدقاء والعائلة بسبب تركيزه المفرط على الشكوك والمراقبة.
9. التدخل في الخصوصية:
- التدخل في خصوصية الشريك بشكل مفرط ومحاولة السيطرة على كل جوانب حياته.
الحصول على الدعم المناسب يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة الشخص المصاب بالغيرة المرضية ويساعده على بناء علاقات أكثر صحة واستقرارًا.
أسباب الغيرة المرضية
1. الاضطرابات النفسية: ترتبط الغيرة المرضية ببعض الاضطرابات النفسية مثل الفصام واضطراب الوسواس القهري.
2. انعدام الثقة بالنفس: يمكن أن تؤدي الثقة بالنفس المنخفضة إلى الشعور بعدم الأمان وزيادة مشاعر الغيرة.
3. التجارب السابقة: التجارب السابقة من الخيانة أو العلاقات الفاشلة يمكن أن تزيد من احتمالية تطور الغيرة المرضية.
4. اضطرابات الشخصية: يمكن أن ترتبط الغيرة المرضية ببعض اضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية الحدية.
أسباب الغيرة المرضية
5. العوامل البيولوجية: بعض الأبحاث تشير إلى أن هناك عوامل وراثية وبيولوجية يمكن أن تساهم في الغيرة المرضية.
6. اضطرابات نفسية مرتبطة بالغيرة
- اضطراب الوسواس القهري (OCD): يمكن أن تتجلى الغيرة كواحدة من الأفكار المتسلطة التي تسيطر على الشخص.
- الفصام: قد تترافق الغيرة مع الأوهام والهلوسات، حيث يعتقد الشخص بأن شريكه يخونه بدون أي دليل واقعي.
- اضطراب الشخصية الحدية (BPD): يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من تقلبات شديدة في مشاعرهم، بما في ذلك الغيرة الشديدة.
هل تعتبر الغيرة مرض نفسي؟
الغيرة ليست مرضاً نفسياً بحد ذاتها، فهي شعور طبيعي يمكن أن يمر به أي شخص في بعض المواقف، ومع ذلك، عندما تصبح الغيرة شديدة، مستمرة، وغير مبررة، وتؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص وعلاقاته، يمكن أن تُعتبر جزءاً من اضطراب نفسي أو دليلاً على مشكلة نفسية أعمق.
كيف اعالج نفسى من الغيرة المرضية؟
معالجة الغيرة المرضية تتطلب جهدًا مستمرًا ووعيًا ذاتيًا. يمكن أن تكون الغيرة المرضية مزعجة وتؤثر على حياتك وعلاقاتك و هنا بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لمعالجة الغيرة المرضية:
1. التعرف على الأسباب
- تحليل الأفكار: قم بتحليل مشاعرك وأفكارك لمعرفة الأسباب التي تجعلك تشعر بالغيرة. هل هي بسبب تجارب سابقة، انعدام الثقة بالنفس، أو خوف من فقدان شخص مهم؟
- التعرف على الأنماط: حاول تحديد الأنماط التي تتسبب في مشاعر الغيرة لديك.
2. تعزيز الثقة بالنفس
- تطوير الذات: اعمل على تحسين مهاراتك الشخصية والمهنية وزيادة تقديرك لذاتك.
- الاهتمام بالصحة البدنية: ممارسة الرياضة، التغذية الجيدة، والنوم الكافي يمكن أن يعززوا من شعورك بالثقة.
3. تحسين التواصل
- التحدث بصراحة: تواصل بصراحة مع الشريك أو الشخص الذي تشعر بالغيرة تجاهه. التعبير عن مشاعرك يمكن أن يساعد في تقليل التوتر وبناء الثقة.
- الاستماع الجيد: استمع للشريك وافهم وجهة نظره بدون إصدار أحكام مسبقة.
4. البحث عن المساعدة المهنية
- العلاج النفسي: يمكن للعلاج المعرفي السلوكي (CBT) أن يكون فعالًا في مساعدة الشخص على التعامل مع أفكاره غير المنطقية وسلوكياته المدمرة.
- الاستشارة الزوجية: يمكن أن يساعد العلاج الزوجي في تعزيز الثقة والتواصل بين الشريكين.
5. التثقيف والدعم
- القراءة والتعلم: قراءة الكتب والمقالات حول الغيرة المرضية وكيفية التعامل معها يمكن أن يكون مفيدًا.
- الانضمام لمجموعات الدعم: التحدث مع أشخاص آخرين يعانون من نفس المشكلة يمكن أن يوفر دعمًا عاطفيًا ويقدم نصائح قيمة.
6. الممارسة الذهنية
- التأمل واليوغا: يمكن أن تساعد تقنيات التأمل واليوغا في تقليل التوتر وزيادة الوعي الذاتي.
- التمارين التنفسية: تقنيات التنفس العميق يمكن أن تساعد في تهدئة العقل وتقليل القلق.
خطوات عملية للتعامل مع الغيرة
- كتابة يوميات: اكتب مشاعرك وأفكارك في يوميات. يمكن أن يساعدك هذا في تحليل وفهم دوافع الغيرة.
- التحدي الذاتي: عند ظهور أفكار الغيرة، اسأل نفسك ما إذا كانت هناك أدلة حقيقية تدعم هذه الأفكار.
- البحث عن أنشطة بديلة: ابحث عن أنشطة تشتت انتباهك وتقلل من تركيزك على الأفكار السلبية.
التعامل مع الغيرة المرضية يتطلب صبرًا وجهدًا، ولكن من خلال الاستراتيجيات المذكورة أعلاه والدعم المناسب، يمكنك تحسين حالتك وبناء علاقات أكثر صحة واستقرارًا.
خاتمة
تعزيز الثقة بالنفس، التواصل المفتوح مع الشريك، والبحث عن المساعدة المهنية من خلال العلاج النفسي أو الأدوية هي بعض من الطرق التي يمكن أن تساعد في تقليل مشاعر الغيرة المرضية لذا إذا كنت تشعر بأن الغيرة تسيطر على حياتك، لا تتردد في البحث عن الدعم المناسب في مستشفى الحرية لبناء علاقات أكثر صحة واستقرارًا.
مصادر
