في عالم الأفكار المتداخلة، يتسلل الألم النفسي إلى أروقة الذات، يتشابك مع الذكريات، ويترك أثرًا عميقًا، لقد أظهرت الدراسة أن التعرض لصدمات نفسية أثناء الطفولة يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض عقلية في مرحلة البلوغ إنها كالأمواج التي تتراقص على شاطئ الزمن، تترك أثرًا يمتد إلى ما بعد الغروب في هذا المقال سنتناول الأضرار الناجمة عن العنف النفسي في مرحلة الطفولة.
في عالمٍ يتراقص فيه الضوء على أوراق الذاكرة، ارتبطت دراسة أجراها باحثون في معهد هوسبيتال ديل مار للأبحاث الطبية بين أشياء لا تُرى ولكنها تُحسَّ بعمق هذه الدراسة ربطت بين الصدمة النفسية في مرحلة الطفولة وزيادة خطر الإصابة بأمراض عقلية في مرحلة البلوغ.
تحليل الدراسة استند إلى مراجعات وتحليلات متعددة، كأنها قصة متشابكة من الكلمات ،وفي هذا السياق، تم تحليل أكثر من 93,000 حالة، مما كشف عن صلة مباشرة بين الأضرار الناجمة عن العنف النفسي في سن الأطفال وخطر الإصابة بأمراض عقلية في مرحلة النضوج.
الدكتور بنديكت أمان، المؤلف الرئيسي للدراسة، يقول بصوتٍ هامس: “هذا هو الدليل الأقوى حتى الآن على أن الصدمة النفسية تلعب دورًا حاسمًا في مسار العقل والروح” لذا فلنحتفل بالبحث والتفكير، ولنبني جسورًا من الكلمات.
في عالم الطب وعلم النفس، يتجاوز الجسد الحدود الظاهرية ليصل إلى أعماق الروح والذاكرة، يشير الباحثون إلى أن هناك أدلة أقل على الأمراض النفسية وعلى الأضرار الناجمة عن العنف النفسي في الطفولة، ولكن هذا لا يعني أنها غير مهمة، دعونا نسلط الضوء على دراسة تاريخ المصاب وكيف يمكن أن يكون مفتاحًا للشفاء.
بريدجيت هوغ، الباحثة في مستشفى IMIM-Hospital del Mar، تشير إلى أن المرضى يحتاجون إلى نهج شامل يأخذ في الاعتبار ليس فقط العوامل الجسدية، ولكن أيضًا تاريخهم الشخصي، يجب أن يكون السؤال ليس فقط “ما يحدث لك؟” بل أيضًا “ماذا حدث في حياتك؟”
المرض ليس مجرد تفاعل كيميائي في الجسم، بل هو قصة معقدة تتألف من تجارب وصدمات وأحلام. يجب أن نتجاوز الأعراض الظاهرية ونستمع إلى قصص المرضى. هل كان هناك صدمات سابقة؟ هل تعرضوا للعنف أو الفقدان؟
الصدمات النفسية و الأضرار الناجمة عن العنف النفسي تترك آثارًا عميقة في الدماغ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات عقلية في المستقبل، لذا، يجب أن نتعامل مع الجوانب النفسية بجدية. ليس فقط علاج الأعراض، ولكن أيضًا الوقاية منها.
الدكتور أمان يدعو إلى التحرك يجب أن نستثمر في التوعية والوقاية من خلال تثقيف الأسر ومكافحة التنمر، يمكننا تقديم دعم حقيقي للمرضى والمجتمع من خلال التحدث اكثر عن الأضرار الناجمة عن العنف النفسي.
فلنكن إنسانيين في تعاملنا مع المرضى، ولنفتح الباب أمام القصص
دعونا نلقي نظرة على أشكال العنف النفسي مع الإشارة إلى الإحصائيات المتعلقة بهذه الظاهرة:
يمكن أن يكون الطفل يشعر بأنه مثل الموزة الباردة في الثلاجة، لا يحصل على الاهتمام والحنان و حوالي ٢٠%يعانون من التجاهل الصامت
يشعر الطفل بأنه مثل الموزة المهددة بالتجفيف أو الإلقاء في سلة المهملات كما ان حوالي ١٥%يعانون من التهديد و الإبتزاز العاطفي.
يشعر الطفل بأنه مثل الموزة المقززة التي يتم سخريتها وتقليل قيمتها و حوالي ١٢%يعانون من التنمر و السخرية
يشعر الطفل بأنه مثل الموزة المنفصلة عن باقي الحزمة، مع عدم القدرة على التواصل مع الآخرين كما ان حوالي ٨%يعانون من العزل الإجتماعي
يشعر الطفل بأنه مثل الموزة المستعبدة، حيث يتم تحكمه في تصرفاته ومشاعره كما تشير الإحصائية الى حوالي 10٪ من الأطفال يتعرضون للتحكم العاطفي.
فلنعمل معًا على توعية المجتمع وحماية أطفالنا من هذه الآثار الضارة.
العنف علي الأطفال يمكن أن يترك آثارًا نفسية خطيرة على حياتهم لذا دعونا نستعرض بعض الأضرار الناجمة عن العنف النفسي:
هذه مجرد نماذج من الآثار النفسية و الأضرار الناجمة عن العنف النفسي التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال نتيجة للعنف و يجب أن نعمل جميعًا على حماية الأطفال وتوفير بيئة آمنة لنموهم وتطورهم.
شاهد ايضا الامراض النفسية واخطر 4 منها
الأطفال الذين يعانون من آبائهم الذين يمارسون العنف تجاه المجتمع قد يكونون أكثر عرضةً لتطوير سلوك عنيف.
تعرض الطفل للعنف في المدرسة أو المنزل أو المجتمع بشكل عام يمكن أن يؤدي إلى تطور سلوك عنيف لديهم.
الظروف الاجتماعية والاقتصادية مثل التفكك الأسري، البطالة، الفقر، والحرمان من العواطف قد تسبب العنف لدى الأطفال.
العنف الإعلامي قد يؤثر على سلوك الأطفال. مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة يمكن أن يزيد من احتمالية تطور سلوك عنيف.
في بعض الأحيان، يمكن أن يكون سبب العنف عند الأطفال هو الإصابة الجسدية. مثلاً، إصابة في الفص الأمامي أو الصرع قد يؤدي إلى سلوك عنيف.
للحد من العنف النفسي للأطفال، يُفضل مراقبة محتوى الوسائط والتواصل مع الأطفال حول ما يشاهدونه والتحدث عن مشاعرهم
توصف الرابطة الطبية الأمريكية العنف اللفظي بأنه تهديدًا للطفل، يشمل الصراخ، والإساءة المتعمدة، والتجاهل، واللوم، أو أي نوع من الكلام الذي يسبب أذى للطفل ووفقًا لدراسة أجرتها الأستاذة ناتالي ساكس-إريكسون في جامعة فلوريدا حول العنف اللفظي.
وجدت أن الأشخاص الذين تعرضوا لأنواع مختلفة من السباب خلال طفولتهم يعانون من أعراض الاكتئاب والقلق بنسبة تزيد عن 6.1 مرة مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا للسباب. كما يتضاعف احتمال معاناتهم من اضطرابات القلق والمزاج أكثر في حياتهم.
في دراسة أخرى أُجريت في جامعة نيو هامبشير في الولايات المتحدة، شملت أكثر من 333 أسرة، اتضح أن 10% من الآباء أبلغوا عن حدوث واحدة أو أكثر من حالات العدوان اللفظي تجاه الأطفال في منازلهم وفي بريطانيا.
نشرت مجلة النسيت الطبية مؤخرًا دراسة أشارت إلى أن 63% من الأطفال يعانون من واحد أو أكثر من أنواع الاعتداء، بما في ذلك العنف اللفظي والجسدي والاعتداء الجنسي وفي دراسة أُجريت في جامعة الأحفاد بالسودان على 57 أمًا، وُجد أن هناك صلة بين حدوث العنف اللفظي والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، مع زيادة واضحة في الأسر الفقيرة
في عالم الكلمات، يندلع الصراع، وتتصارع العواطف هناك أسلوب غير مرئي من العنف يتسلل إلى حياتنا اليومية، وهو العنف اللفظي هذا النوع من العنف يتخذ أشكالًا متعددة، يبدأ من النقد المستمر ويصل إلى الترهيب والتلاعب الذكي.
يهدم الثقة الذاتية ويقلل من قيمة الضحية.
يؤثر على الصحة النفسية ويزيد من احتمال الاكتئاب والقلق.
يجعل الضحية تفقد مفهومها الذاتي واستقلاليتها.
في نهاية المطاف، يجب أن نتذكر أن الكلمات لها قوة، وأننا يجب أن نستخدمها بحذر واحترام فلنكن حذرين في كلامنا، لأنه قد يكون أقوى من أي سلاح آخر
مستشفى الحرية للطب النفسى وعلاج الادمان هي من أهم المستشفيات الرائدة فى علاج جميع حالات الادمان بأحدث الاساليب المتطورة والطرق العلاجية الحديثة
مدينة الفيوم – مصر
info(@)mentalhospital.net
0020-10-06222144
Designed by Horeya Dev